أنطلاقا من التزامها بتوعية المجتمع وسد الفجوة بين المتخصصين وبين باقي أفراد المجتمع صاحب الحق الأصيل في المعرفة المجردة وصاحب المصلحة المطلقة في تطبيق تلك المعرفة على أرض الواقع بما يتلاءم واحتياج أفراده من التنمية المستدامة، استأنفت جمعية رواد الهندسة والتكنولوجيا برعاية مباركة من مؤسسها ورئيسها الشرفي معالي الدكتور مصطفى الرفاعي وزير الصناعة والتنمية التكنولوجية الأسبق ، نشاطها بعد توقف مؤقت في موسم الإجازات الصيفية ، وبالتعاون مع جمعية المهندسين المصرية ، بتنظيم ندوة عن الطاقة وذلك بشرح مبسط قائم على حقائق علمية من خبراء عملوا في مجال الطاقة لسنوات طويلة داخل وخارج مصر. حيث حاضر فيها كل من:
الدكتور كريم الأدهم الرئيس السابق لهيئة الأمان النووي والذي تحدث عن الطاقة النووية : كيفية استخدامها في الأغراض السلمية ومدى احتياج مصر لهذا النوع من الطاقة موضحا إيجابياتها وسلبياتها.
المهندس طارق الرفاعي مدير إدارة التفتيش الحكومي بشركة TUV الألمانية والذي تحدث عن الطاقة الجديدة والمتجددة مركزا على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وكيفية توليدها واستخدامها والأفضلية المتاحة لمصر في هذا المضمار الحيوي موضحا أيضا إيجابيات وسلبيات كل منهما.
وقد أدار الندوة معالي المهندس أسامة كمال وزير البترول الأسبق مما أضفى على الندوة زخما قويا بما يتمتع به المهندس أسامة بمعلومات غنية بالفنيات مع قدرة على تبسيطها لغير المتخصصين وعرضها بأسلوب مشوق أيضا.
حضر الندوة لفيف من أساتذة الجامعات ورؤساء الشركات وممثلين عن مجلس النواب وعن الإعلام وعدد كبير من الشباب الذين حرصوا على متابعة فعاليات الندوة برغم طول الوقت وبرغم تزامنها مع مباراة كرة القدم المهمة في دوري أبطال أفريقيا بين الأهلي المصري والنجم الساحلي التونسي.
هذا وقد تطرقت الندوة للحديث عن أهمية الطاقة وضرورتها لتحقيق التنمية المستهدفة ومستقبل الطاقة في مصر وتكاليف دعمها الذي يثقل كاهل الموازنة العامة للدولة وكيفية الاستغلال الأمثل لموارد مصر التي تتيح لها ميزة تنافسية لا سيما في مجال الطاقة الشمسية أسوة بجميع الدول المتقدمة التي نجحت في استغلال أمثل لمواردها حتى أن بعضها يدرس إمكانية توليد طاقة لإنارة الشوارع من حركة المشاة على الأرض.
وقد خلصت الندوة ببعض التوصيات أهمها:
- ليس هناك أفضلية لنوع من أنواع الطاقة على حساب نوع آخر ، ولكن هناك ميزة تنافسية لدولة في نوع معين من أنواع الطاقة مقابل ميزة تنافسية لدولة أخرى في نوع آخر من أنواع الطاقة مما يجعل كل دولة لها المزيج الخاص بها من الطاقة.
فمثلا في حالة دولة كالنرويج فإن 97% من طاقتها مولدة عن طريق الطاقة الهيدروليكية مقابل 3% للأنواع الأخرى. في حين أن دولة كألمانيا تولد 50% من طاقتها عن طريق محطات الفحم. أما سويسرا فتفضل أن تشتري الطاقة عن طريق شبكة تربطها بجيرانها دون أن تتكلف عناء تلويث بيئتها ببناء محطات التوليد على أرضها ، وإن كانت قد اتجهت مؤخرا لبناء مفاعلات نووية لتوليد الطاقة.
في حالة مصر ، فإن أهم ما تتميز به هو وجود الصحراء الغربية التي بها أكثر مناطق العالم سطوعا للشمس جاهزة لزرع مساحات شاسعة منها بألواح الطاقة الشمسية مما يساعد في توليد كميات هائلة من الطاقة المستدامة بل وتصديرها عبر شبكة كهرباء موحدة لدول الاتحاد الأوروبي
- التأكيد على الحاجة لعقد المزيد من مثل هذه الندوات بما يتيح لتبادل الآراء والخبرات بين المتخصصين بما فيه صالح الوطن.
- دعوة السادة أعضاء مجلس النواب لتبني ما تخرج عنه مثل هذه الندوات من توصيات وأخذها بعين الاعتبار عند مناقشة أي قانون أو اتفاقية تتعلق بالطاقة تحت قبة المجلس.
- مطالبة الإعلام بالقيام بدوره المنوط به في نشر التوعية المجتمعية بكل ما يتعلق بشئون الطاقة وكيفية ترشيدها مع استضافة المتخصصين في هذا المجال ممن لهم القدرة على توصيل المعلومة بطرق مبسطة يفهمها عامة الشعب.
- فنيا ، وبعيدا عن المواءمات السياسية ، أوصت الندوة بالتأني في بناء محطة طاقة نووية باستخدام تكنولوجيا الانشطار النووي والتخطيط لبناء محطة طاقة نووية باستخدام تكنولوجيا الاندماج النووي والتي آخذة في الانتشار خلال العقد القادم لما تتميز به من عوامل الأمان والقدرة على توليد طاقة تفوق الطاقة المولدة عن طريق الانشطار النووي بأضعاف هائلة.
- أوصت الندوة كذلك بدراسة إمكانية استفادة مصر من الأبحاث الخاصة بطاقة باطن الأرض وتطبيقها في مصر على المدى الطويل.
- وأخيرا ، دعت الندوة شباب مصر للانخراط في فعاليات من هذا القبيل من شأنها رفع الوعي المجتمعي بأهمية الطاقة في حياتنا وطرق توليدها وسبل ترشيدها والحفاظ عليها.
وفي نهاية الندوة قدم المهندس سيد سماحة رئيس جمعية رواد الهندسة والتكنولوجيا بتقديم الشكر للسادة الحضور وللمحاضرين ولمدير الندوة وكذلك لجمعية المهندسين المصرية ممثلة في المهندس أمين العارف رئيس جمعية المهندسين الكيماويين على تعاونها في إنجاح أول أنشطة الجمعية للموسم الحالي ، على أمل ضرورة عقد المزيد من مثل هذه الندوات في المستقبل القريب لإتاحة الفرصة أمام عدد أكبر من المتخصصين والشباب تحقيقا لالتزام جمعية رواد الهندسة والتكنولوجيا الذي اتخذته شعارا لها في الموسم الجديد بأن تكون خبرة الرواد خالصة للشباب.
|